dimanche 23 janvier 2011

الثّّورة التّونسية: ثورة الكرامة وثورة شعب


ماذا يريد الشعب التونسي من خلال هذه الثورة؟
إن ما حرك وما يحرك الشعب التونسي الثائر هو "إرادة الحياة
:إرادة الحياة" هو عنوان قصيدة لشاعرنا أبو القاسم الشابي الذي يقول في مطلعها:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
كما يقول في البيت التاسع من نفس القصيدة
"ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"
اليوم وبعد مرور 9 أيام على الثورة التونسية، وبعد أن فسحنا المجال لكل القوى والطاقات و الأحزاب المرخص لها والغير مرخص لها كي تنظم الحياة العملية اليومية للشعب التونسي نجد أنفسنا في وضع اقل ما يمكن توصيفه به هو انه لا يستجيب لعمق الثورة وبالتالي فمن هم في حكومة تسيير الأعمال اليوم ليسوا في منطق ولا في مستوى الانتظارات والاستحقاقات التي قامت من اجلها ثورتنا.
وعلى هذا الأساس فرجال التعليم يدخلون في إضراب مفتوح إلى حين حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تسيير اعمال ليس الا و لالالالا... مجال لتشريك كل من كان في الحكومة السابقة نقطة انتهى.
فماذا يريد الشعب التونسي؟
ان ما يريده الشعب التونسي بكل أطيافه وبكل شرائحه وبكل طبقاته وبكل مرجعياته الفكرية هو الكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء مؤسسات تكون في مستوى استحقاقات الواقع وتطلعات كل فيئات الشعب. وان ما يريده الشعب هو المطابقة بين الخطاب السياسي والواقع.
ان هذه الثورة هي ثورة الشعب ثورة شبان وشابات ثورة كل تونسي حر اختزن في أعماقه وفي فكره من ناحية مقومات الحرية والكرامة ومن ناحية اخرى كل مقومات ودعائم الرفض للواقع المهين والمذل.
انا تونسية ولا أقول عربية ولا مسلمة فانا تونسية وكفى وهذا اليوم يكفيني كي اكون فخورة بكل المعايير بانتمائي إلى هذا الشعب المميز.