vendredi 7 novembre 2008

العقل السّياسي الإسلامي يسدّ كلّ آفاق التّحديث

يتخبّط العرب والمسلمون على المستوى المجتمعي والسّياسي والتّنظيمي والفردي والإنساني والوجودي والواقعي المعاش والمتوهّم، في مستنقع رحب ومتعفن من الرّمال المتحرّكة لا آفاق مضيئة بالنّسبة للمتشائمين المحبطين العدميّين المتطرّفين العاجزين عن الإحساس قبل كلّ شيء بسذاجتهم حيث يستحيل عليهم الشّعور بإمكانية التّغيير والتّفاؤل بأنه حان الوقت لكي يحيا الإنسان العربي بإنسانيته وينعم بكرامته وبمواطنته ويعبّر عن إرادته الحرّة بعقلانيّة في كافّة مجالاته الحياتيّة. أمّا المتفائلون فعلى الرّغم من عقلانيّتهم وما يلازمهم من حسّ بالمسؤوليّة والرّغبة الجامحة في وضع حدّ للإرهاب الفكري أولا وأخيرا، لا يزال العديد منهم في موضع تشكيك في درجة وعيهم بالحالة الحضاريّة الكارثيّة المخزية والمقرفة للدول العربيّة والإسلامية والإنسان العربي وبمفارقات المرجعيات والغايات.
الراهن أو ما يمكن تسميته ب"موضة" العالم العربي والإسلامي هو قدرة الخطاب الديني للحركات الإسلامية السياسية على استقطاب وإقناع وتجييش الجماهير بمشاعر جدّ بدائية تدفع الفرد إلى الذوبان في المجموعة الحامية بعصبيتها الدينية وما تحويه من هواجس وعدوان وهو قمة في سذاجة العقل السياسي لدى هذه الحركات وما ينطوي عليه كذلك من استخفاف بالإنسان المواطن وباستحقاقات العمل السياسي بعلة ما يستوجبه من عمل جماعي.
إن خطاب الحركات الإسلامية يغيب عنها الوعي التاريخي وبالتالي كل آفاق التحرر والتحديث والحضور في العصر.
* فما هي الحلقة الأقوى في الحطاب السياسي الإسلامي ؟
* وهل يمكن نظريا وعمليا الحديث والأمل في توليد حركة اجتماعية ذات تأثير على المستقبل من اجل الخروج من أزمة التخلف وخلق الإصلاح السياسي والاجتماعي وتأسيس مجتمع مدني ناضج وفاعل، تكون الحركات الإسلامية طرفا فيه كجزء من معادلة التغيير باعتبارها كما يعتقد أنها واقعا علينا أحببنا أم كرهنا الاعتراف به؟


تتلخص الحلقة الأقوى في الخطاب السياسي الإسلامي في انطلاقه مما هو مشترك بين عامة الجماهير العربية المسلمة والمتمثل في تقديم تشخيص للوضع يصب في خانة الواقع المحلي تارة، وتارة أخرى يصب في خانة الواقع العالمي للمجتمعات والدول العربية والمسلمة.
وبين مطرقة الواقع العالمي المذل والمهين ، وسندان الواقع المحلي الذي لا يقل عن توصيف سابقه بل ويفوقه في غالب الأحيان قساوة واستهتارا بالكرامة الإنسانية، يجد الإنسان العربي نفسه ومهما كانت درجة وعيه أو التزامه الديني أو السياسي أو الأخلاقي أو الفكري ... ، مخيرا بين خيارين لا ثالث لهما "إما الموت شهيدا أو العيش مسلوب الإرادة والكرامة وحق المواطنة والإنسانية والحرية ... "

يبقى انه مهما كان الخيار فالجميع مشبع إلى حد التخمة أو قل السكر الإيديولوجي بآمال كبيرة وجامحة في تبديد صورة الصراع المهزوم والمقاوم لقوى الاستعمار الامبريالي الغربي الذي اغتصبه منذ الحملة البونابرتية على مصر قبل قرنين. وهاهو، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي الذي لم يتطور إلى مرحلة الديمقراطية، يعود المارد الغربي الاستعماري أكثر شراسة وأكثر تعبيرا عن أطماعه وشراهته باعتماد معيار التفوق القيمي والأخلاقي والتكنولوجي . هذا فيما يخص الواقع العالمي المحيط بالشعوب وبالإنسان العربي المسلم على حد السواء. أما ما يخص الواقع المحلي فسلطان وسياسات وأنظمة الدول العربية والمسلمة يحتفظ التاريخ لها وللاسف منذ عقود للمتفائلين وقرون للمتشائمين، بسجلات حافلة بانتهاكات مخجلة لكل ما يتعلق بحقوق الانسان الفردية والجماعية وما يتفرع عنها طبعا من فساد سياسي ومالي وكذلك ما ينتجه من تهميش وتهجين وتدجين لشعوبها أو لنقل لمواطنيها الذين لا يملكون من حق المواطنة سوى ما تتصدق به عليهم هذا إن منت عليهم وتكرمت بالتّفكير فيهم وفي وجودهم وفي مواطنتهم لتضفي على حكمها وسياساتها الشّرعية لا غير.
إلى هذا الحد وكفى، أظن وانّ هذا كل ما يتستر به الخطاب السياسي الإسلامي ليضفي هو أيضا الشرعية والأحقية لحركاتهم المهرجانية الجماهرية.
أما وقد تكشفت الحلقة الأقوى لدى الإسلاميين السياسيين لم يبقى لديهم من المنهجيات البيداغوجية الدغمائية سوى أن يسرقوا ويتزينوا بمصطلحات لا تمت بصلة إلى مرجعياتهم الميتولوجية البالية التعيسة . فان يحذق إسلامي تدعيم خطابه بمبادئ ومضامين حقوق الإنسان المنتقاة، الشيء الذي يتعارض جوهريا مع فلسفة وغايات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الاتفاقيات الدولية المختلفة، فيه كذلك تناقض جوهري مسكوت عنه من قبل الجميع ، فعقولهم وأفكارهم المتحجرة لا تعترف في عمقها بمجرد الحق الشخصي ولا بحرية فردية فلا فرد حرّ لديهم والكل عبيد الله .
* وهل يمكن بناء مجتمع مدني من مجتمع للعبيد؟
فكيف يمكن لمجتمع مدني أن يتكاتف ويقوم بنشاطاته الاجتماعية والسياسية والفكرية لترسيم مجتمعه في مدرسة المواطنة الواعية مع حركات إسلامية رأس مالها الرمزي ( الديني واللّغوي والأدبي ...) يشعّ ثقافة تختصّ بسلوك التقليد والاتّكال واحتقار المرأة وشيوع العصبيّة والقبليّة وعدم فاعليّة أنظمة التّربيّة وتدنّي المستوى الثّقافي للفرد وإجلال لثقافة الموت والشّهادة أو القتل والذّبح وثقافة الخوف والخنوع والخضوع وإجلال السلطة والمتسلّط . فالإسلام السّياسي سيظلّ منظوره مضمون ديني لا غير وهنا يكمن مصدر التباس بين البعد الثّقافي الأيديولوجي وبين البعد السّياسي بما أنّ الوعي الإسلامي لدى العامّة كما هو لدى القادة فقهاء الإرهاب لا يزال مترادفا مع مفاهيم قرآنيّة ثابتة يجعلها للأسف سهلة الاستخدام وتأويلها إلى صراع سياسي.

ونأتي أخيرا إلى أخطر ما في إمكانية تواجد الحركات السّياسية الإسلامية داخل الحراك السّياسي والمدني. فمن البديهي أنّ هذه الحركات مهما نمّقت خطابها فهي تطلب السّلطة لذاتها . فإرادتها هي إدراك الأولى وتخطيط وتبرير أمّا عقلها فهو قرار إخضاع وسيطرة وانتصار تعتبره بكل ثقة وأنّه آت لا محالة بما أنّ الله معها. من البديهي ثانيّا وأنّ نظام قيم هذه الحركات هو نظام سلطوي إخضاعي يستند في مرجعيّته إلى العصبيّة البدويّة البدائيّة المحبطة في إطار حياتها وتواجدها ولا تؤمن إلا بالغزو والسّطو ، فهي حركة منضبطة منمّطة باتّجاه الأخر لا تعترف بالفرد إلا في صورة المتسلّط المستبد سواء كانت سلطة مادية أو سلطة روحية دينية. والخطر في هذا النّظام هو أنّه قوّة داعمة لسلطة السياسية تستخدمه لمصلحتها في وضعيات متناقضة أحيانا ، فهي من ناحية مثلا تتحفظ على ما يتعارض مع الدين الإسلامي في تبريرها الرسمي عند مصادقتها على الاتفاقيات الدولية ومن ناحية أخرى تحدث قوانين وتنقح الدساتير والمناهج التربوية وتشدد قبضتها الأمنية تحت واجب ومسؤولية مواجهة الإرهاب بما تسميه " الحرب على الإرهاب" في حين أنّها في وضعها الحالي المتناقض هي تغذي الإرهاب وتنميه ويبرز هذا جليا في ثلاث مجالات على الخصوص وهي الإعلام والتربية النظامية والعدالة الاجتماعية.
أمّا الأمر البديهي الثّالث هو أنّ الامبريالية الاستعمارية الجديدة التي أصبح فيها الاستعمار العسكري والاحتلال المباشر بكل صراحة إملاء الإرادة على الشعوب المستضعفة ، لا يبشر بخير لمستقبل الشعوب العربية المسلمة التي أنهكتها المقاومة وعار الهزيمة وراء الهزيمة. فمتى سنقرأ واقعنا بكل شفافية ودون أو هام غيبيّة أو مغلوطة ؟ وهل يفهم نشطاء المجتمع المدني وأنّ الحركات الإسلامية في المعركة السياسية والمدنية الحضارية التحديثية والحقوقية هي بمثابة الفيروس القاتل ؟ ؟

14 commentaires:

نادر الحر a dit…

مرحبا :الصديقة العزيزة : أمراة ذكية
*****************************
لقد أرسلت تعليقا علي المقال : العقل الاسلامي....
ولكن أدخلته بالخطأ علي شعار : لا للحجب non a la censare
أنا اسف علي هذه الهفوة

أشكرك جزيلا وتحياتي لك

نادر الحر

Bediüzzaman Saeid Alnursi a dit…

روحي عيشي اولادك احسن لك

واتركي السياسة لاهلها

اما عن ضعفنا فقد اخبر به النبي الكريم قبل 14 قرن

ثم اخبرنا بان بعد هذا الضعف قوة تعود للمسلمين

ونحن على العهد والوعد

DIDON a dit…

هأنا مثاك اقع في نفس الخطئ لقد رددت على تعليقك في "لا للحجب

اليك ما كتبت.,

"أعتقد ومن دون أدنى شك وان اي اصلاح سياسي يكون الاسلاممين طرفا فيه هو عملية "سطو واستحواذ على السلطة وليس نظال سياسي يرجى منه ادخال تغيير وتقدم للمجتمع وما يحدث مع الحزب الديمقراطي التقدمي هو خير دليل على ذلك",

DIDON a dit…

روح علق في مدوّنة أخرى والا روح اتعلم ادب الحوار

Anonyme a dit…

سلام مجدداً،
أحسنت وصف ومحاصرة نواياهم ومبغاهم الحقيقي،
فالاسلام السياسي يبقى اسلاماً سياسياً، مهما ارتدى من ملابس حديثة ومهما طعّم طروحاته بشعارات براقة محليّة أو عالمية،
ولا ينفع التمييز بين اسلام سياسي معتدل، وآخر غير معتدل، لان النتيجة النهائية واحد ولو اختلفت الوسائل
.
تحية متجددة صديقتي

DIDON a dit…

يا صديقي يا أدون، ان ما يتفدم به الاسلاميين من اطروحات حول الاعتدال والالتزام باستحقاقات العمل السياسي ليست سوى اهداف مرحلية لنوايا مبيتة ومخفية احيانا حتى على المنتسبين الى جركاتهم

Anonyme a dit…

فمتى سنقرأ واقعنا بكل شفافية ودون أو هام غيبيّة أو مغلوطة؟

نعم متي؟ فمتي ما فعلنا ذلك، استطعنا ان نجد الحل.،

تحياتي علي مقال عميق

Bediüzzaman Saeid Alnursi a dit…

ليش تربية الطفال جريمة شنعاء
ههههههههههههههههههه

انا ناسبيت ولا شتمت


فعلا انت امراة ذكية

mandela a dit…

يا رفيقة توا فما عقل اسلامي من أصلو...تي هي الكلمة الأولى تنفي الثانية يعني لا يمكننا الحديث عن عقل اسلامي وانما بالأحرى غباء اسلامي حفظتك منه اللات والعزى ومناة الأخرى

adonees a dit…

تحية لكي

كلما زاد عدد الصبايا اللواتي اكتشفن زيف الاسلام كلما زاد العد التنازلي لنهاية الاسلام

اليوم اكتشفت مدونتك
استمري

smartevil

Anonyme a dit…

Un hommage à

Le plus grand est le nombre de prostituées qui sont en train de découvrir la fausseté de l'athéisme, plus le compte à rebours de la fin de l'athéisme

Aujourd'hui, la découverte de votre blog
Et prier

smartevil

Bediüzzaman Saeid Alnursi a dit…

الله يرحمك يا عمر المختار ليتك تسمع ماتقوله هذه المراة الهبلة

القطوسة المقصوفة يكب سعدها

هههههههههههههههههههه

هذي الكلمات تعلمتها من صديق تونسي
ههههههههههههههههههههههه

الله يخلصكم يا اهل تونس
من غباء الملحدين

Anonyme a dit…

أرجوكم أرحموهم ..تفهّموا ضروفهم..انهم يعانون ما لا تشعرون به انتم..انهم فى مأزق حقيقى..هل تلومونهم وهم فى صراع مع الموت ..أنهم فى النزع الاخبر..الاتسمعون قرقرتهم..دعوهم يكتبون وصاياهم على الاقل من باب احترام المريض االلذي لا يرجى شفاؤه..فهو معذور أن يتخبط ويتلوّى كيفما شاء..لقد تبوّل الناس على صنم لينين فى ساحات موسكو..وحتى هذه لم تكن لهم درسا ..لانهم بصراحة لا يسكتهم الا الموت وهم الان يصارعونه ..فدعوهم هؤلاء العلمانيون..دعوهم ..وان لم يموتوا..فحتما سينتحرون

Anonyme a dit…

هذه المدونة هي الوريث الشرعى الوحيد لصحيفة البرافدا التابعة للمأسوف عليه المرحوم الاتحاد السوفياتى وهي خاصة بمن يجيد ضرب البندير للعلمانية أو النفخ فى مزامير الالحاد وعلى كل من يروم غير هذا فالاجدر به العدول الفورى عن الكتابة أو التعليق لان تعليقاته ستذهب للقمامة ومن انذر فقد اعذر