lundi 17 novembre 2008

الذّهن الشّارد لا يصنع معرفة

أن نضع كلمات على آلامنا وأفكارنا وتساؤلاتنا و خياراتنا وهمومنا ومشاغلنا وأحزاننا وغضبنا وعجزنا وثورتنا و ... ذلك هو الإبداع بعينه في المجال الإنساني.

هذا الإبداع بدأ في طفولته "شعرا" ونمى ليصبح في شبابه "رواية" ، أمّا مرحلة النّضج فهي لا تعرف لها مستقرا سوى في المعرفة العلميّة من دون أن ننسى أمّ العلوم أي الفلسفة التي كثيرا ما يستهان بأمرها وتُعلى عليها أيديولوجيات نظرا لما يصاب به الإنسان أفرادا ومؤسسات بفقر فكري وإعاقات "ذهنية" تعرقل لأجيال حركة الفكر والنّماء والراحة ....



ربما لا يتفق معي الشعراء ومحبي الشعر وعشّاقه، كما أنه لا مجال لنكران ما لبعض الشعراء من انتاجات وإبداعات شعرية قادت وبمهارة وتميز حركات اجتماعية وثورية وتحررية ... إلا أنّ هذا كله لا يُخرج الشعر من كونه إنتاج إبداعي بلغة الطفولة في مسار الفكر البشري.

كيف ذلك؟
إن لغة الشعر لا تعرف المفاهيم وهي عاجزة عن شرح الظواهر، فهي لغة انفعالية ، عاطفية ، ايحائية...
في حين أن لغة الرواية هي لغة تطوق إلى النضج والمسؤولية. أنها لغة القول الواضح، لغة العقل والتفكير والنقد، لغة تحدّد وتحلل الواقع وذلك بالتّوازي مع الحركة الاجتماعية وتطور المعرفة والعلم. الرواية مغناطيس وعدسة مكبرة لعلاقات الواقع المعاش، تلتقطها وتوضحها وتفككها وتعرّيها وتقرؤها وتخرجها من عوالم العادة والعرف لتفتح أبواب الممكن والأجدر و الاقدر و الاقرب لإنسانية الإنسان في عصره وتاريخه. في حال أن لغة الشعر لا تقدّم وصفا ولا تحليلا للواقع وبالتالي هي لغة لا تقدم معرفة وتجهل معنى المعرفة.
فلا يمكن أن نبني معرفة على حركة الذهن الشارد.
إن المعرفة تبنى على حركة الواقع المشخص.
وأخيرا لا يقل لي أحد وأن الشعر هو جزء من هويتنا ، فكما هي مكثفة هذه الهوية بالشعر وبالشعراء فأول رواية كتبت في التاريخ هي لجزائري أفريقي وذلك في القرن الثاني يدعى "أبوليوس" ، والرواية بعنوان " الحمار الذهبي"وقد كتبها باللاتينية

5 commentaires:

Anonyme a dit…

جميل، معلومات أعرفها لأوّل مرّة.

محقّة بالنسبة للشعر، وفي الواقع إن التراتيل الدينية الأولى منذ العصر الحجري كانت شعراً، بعدما اكتشف الانسان أن الكلمات الموزونة وذات الايقاع الموسيقى أسهل حفظاً على الناس من الكلام النثري وأقوى وقعاً عليهم.

لكن لا يمكننا أيضاً أن ننسى أن معظم الفلاسفة كتبوا شعراً يعبّر عن فلسفستهم مثل نيتشه وماركس وفولتير... لكن الأساس في كلامهم كان الكتابة الفلسفية لا الشعر.

عياش مالمرسى a dit…

أهوكا علاش عمري لا نجمت نكتب شعر :)) ياسر نخمم..

ART.ticuler a dit…

اسمحي لي أن اختلف معك..أولا يجب أن نحدد ما هي المعرفة؟هل المعرفة عقلية أو لا تكون؟ ثم هل المعرفة العقلية كانت دائما عقلية؟
النص القر آني في صميمه هو نص شعري بامتياز قدم "معرفة" معينة مكنت من تأسيس حضارة ..
مدى تطابق تلك المعرفة مع العقل اليوم(وهذا يمكن مناقشته اليوم) لا ينفي عنها أنها كانت "معرفة شعرية" قدمت اجوبة للعديد من الأسئلة..
"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس" هذا جواب علمي بمقايس ذلك الزمان ولا يمكن إنكار ما لهذا "الجواب المعرفي" من تأثير على واقع الناس..
أعتقد أنه لا وجود لمعرفة ثابتة يمكن وصفها بالعقلانية بل من اللاعقلانية بمكان وصف المعرفة بالثبات..إن الجانب العقلاني الوحيد في المعرفة هو عدم ثباتها وتطورها الدائم..
بعبارة أخرى.لا يمكن الحصول على الماء من مجرد خلط ذرة من هدرجين وذرتان من الأكسجين فكما هو معروف فأن الكل ليس هو جملة الأجزاء المكونة له بل هنالك شيء أخر وذلك الشيء هو: الشعر ! هههه

DIDON a dit…

@ ART.ticuler
Premièrement, en ce qui concerne la molécule de l'eau elle se constitue d'une seule atome d'oxygène et deux atome d'hydrogène et non pas le contraire.
Deuxièmement, la poésie fait partie d'un long et riche héritage culturel pour toute l'humanité et qui n'est pas vide de qualités mais avec les transformations et les moyens qu'on a aujourd'hui, on doit être beaucoup plus clair avec soi-même et avec les autre , l'urgence de notre malaise dans ce monde nous impose plus de lucidité que de rêveries , plus d'analyses que d'espérances, plus de fermetés que d'émotivités , plus d'appeler les choses par leur noms que d'insinuations vagues .......

ART.ticuler a dit…

آسف إن قلبت قاعدة الماء رأسا على عقب فابتلت ثيابك.. ساورني الشك وانتي تصلحين ما كتبت،بأنني لم أكن بارعا بما فيه الكفاية في اقناعك بأهمية الشعر ..لست أدري لماذا تفصلين الشعر عن العلوم؟؟ انني أرى الشعر في محرك سيارة يشتغل.و في صاروخ عانق السماء، وفي هذا الحاسوب الذي أمامي الذي كان في يوما ما حلما أي شعرا..
يكفي الرجوع إلى أوائل هذا القرن لترى كيف أن السرعة والتقنية أنتجتا حركة "دادا" أو الدادايسم..أو إلى أعمال ميشال انجيلو..
عفوا سيدتي نظرتك تجانب الصواب وسقطت في الماء أو في ذرة من الأكسجين وذرتان من ...