vendredi 18 décembre 2009

صلاة الجمعة

اليوم الجمعة وككل عصر جمعة استمعت رغما عني الى خطبة صلاة الجمعة التي يلقيها الامام بالمسجد المجاور لمنزلي. فهم يستعملون مكبرات الصوت لا للنداء للصلاة فقط وإنما للقيام بالصلاة يوميا وللاستماع الى خطبة الامام اسبوعيا وكأنه الحدث الاجتماعي الوحيد والاهم الذي يتشارك فيه كل سكان المنطقة.
جلب اهتمامي حديث الامام فأخذت كراسا لأسجل عليه أهم النقاط التي أود طرحها و التوقف عندها ومناقشتها مع نفسي ومع من يهمه الحوار من أجل المعرفة والتنوير لا من أجل الدفاع عن معتقد.
قسم الامام خطبته أو "درسه الاسبوعي" الى فقرتين: فترة أولى خصصها للحديث عن مزايا العلم والمعرفة (وهذا ما جلبني في البداية للاستماع والانتباه وتسجيل ما يقوله هذا الامام) وبعد الصلاة الجماعية خصص الفقرة الثانية للحديث عن هجرة الرسول وقيمتها التاريخية وعما سماه هو بالهجرة الكبرى التي نحن اليوم مطالبين بها من أجل الخلاص الروحي والفوز بالجنة).
لنبدأ بما سماه الامام بغذاء العقل: يقول وأن العلم والمعرفة هما ضروريان وأساسيان في حياتنا ليخلص للقول وأن أرقى المعارف هي معرفة الله, معرفة أصل الدين, فالله يقول "ان وجدتني وجدت كل شيء" وأن معرفة الله تجعلك في غنا عن خلقه.
هنا أريد أن أقول وأن مثل هذا المفهوم للدين يجرده من بعده الروحي والإنساني ليصبح علاقة بين السيد والعبد والدليل على ما أقول هو المثال الذي تقدم به الامام لتوضيح الرؤية للمستمعين حينما قال: تصوروا وأن سائق سيارة أو دراجة نارية يسير في الطريق العام وينظر يمينا وشمالا و ينتبه الى أنه لا يوجد بالمكان شرطي مرور لتنظيم حركة السير, في هذه الحالة ستعم الفوضى وقانون الغاب لان الاغلبية لن تحترم اشارات المرور أما اذا وجد الشرطي فالسائق س"يستوي روحو" ويحترم الاشارات ويخفف في سرعته ...والسبب في هذا السلوك هو ان السائق يعلم مسبقا وأن شرطة المرور ستطاله في حال عدم احترامه لقوانين وقواعد السير, وبالقياس على هذا المثال يكون الله هو شرطي المرور: فعندما نعلم وأن قدرته قادرة على أن تطولنا في كل وقت وفي كل مكان فاننا سنحترم لا محال أوامره التي جاءنا بها "سيد الخلق " (ولا أدري لماذا هو لوحده سيد الخلق؟) .
ثم تحول الامام من القياس الى ما هو أكثر عمقا وفكرا وقال وأن الانسان لانه على الفطرة في كل زمان وكل مكان : فهو يحب وجوده ولا يريد الموت ويحب كمال وجوده فيعمل ويجتهد ويحب سلامة وجودهه من المرض والفقر ... الى هنا أنا اتفق معه تماما ومنطلقه سليم و"يشهي" باش تسمع البقية, واذا به يقدم مثالا آخر للقياس علسه, فيقول تصور انك اشتريت آلة جديدة ولا تعرف طريقة تشغيلها فان اول ما ستفعله هو ان تقرأ الكتيب الذي سيفسر لك طريقة الاستعمال لضمان حسن استعمال الآلة وامكانية تشغيلها, وأنت يا بشر, كي يكون وجودك سليما عليك أن تطبق تعليمات الصانع أي الله. هنا أنا استغرب مثل هذه الامثلة وهذه القياسات, فالفكر الاسلامي لا يفرق بين آلة وبشر ولا بين الوجود من عدمه: فما معنى الامتثال الى تعليمات الصانع؟ أنا شخصيا لا أرى في كل هذا سوى هالة كبيرة من الخوف من الحياة وتصور مخيف من حالة العجز التي يرى المسلم نفسه فيها ...
ثم تحول الامام للحديث عن معنى السعادة الحقيقية, فالسعادة المتوهمة هي ما يملكه الانسان من مال وجاه وسلطة وقوة في حين أن السعادة الحقيقية نابعة من معرفة الله فالعبادة سعادة وذكر الله سعادة وهي من الامور التي يخصصها الله لبعض عباده فقط وأضاف وأن الدعاء يبعد الشقاء وأنه من المستحيل أن تجد مؤمنا غير سعيد, "لم أكن بدعائك ربي شقيا"فكل من يتصل بالله سعيدا...وأضاف ما لا يقبله أي عقلاني مثلي وهو أن الشك يبطل استجابة الدعاء وأن تصديق رسالة النبي يوجب تطبيق سنته ...
وبعد الصلاة تحول الامام الى شرح المفهوم والمغزى التاريخي لهجرة محمد ثم تحول بالمستمعين وبي الىسجال فكري فلسفي ليقول وأن هجرة محمد هي الهجرة الصغرى وان ما ينتظرنا وما علينا القيام به وبأسرع وقت هو الهجرة الكبرى والمتمثلة في هجرة الذنوب والتوبة وترك المعاصي وهجر حب الذات وهجر الغضب فيززيك ما سبيت الجلالة ان الله حينما يحبك ويقبل توبتك سيحول كل سيآتك الى حسنات..... وهنا أسأل سؤالا بسيطا : اذا كان المسلمون يعرفون ما يسمى في الرياضيات بالأعداد النسبية ولو افترضنا وان كل سيئة يقابلها عدد نسبي سابي فإننا وحسب المفهوم الاسلامي سنرى المسلمين وقبل اعلان توبتهم يتسابقون في ارتكاب الاخطاء والجرائم والاعتداءات والرذائل ... لكي يتحصل عند توبته على اكبر قدر من الحسنات فهم يتعاملون مع الخير والشر بالقيمة المطلقة للأمور؟؟؟؟
أخيرا أريد أن أسأل الأيمة وكل مسلم يفتخر بإسلامه :
ما معنى الدعاء في كل صلاة جمعة ب: يا رب اشفي مرضانا ومرضى كل المسلمين و اللهم ارحم موتانا وموتى كل المسلمين ....أليس في هذا عنصرية ونفي لإنسانية الاخر؟

13 commentaires:

illusions a dit…

الكثير من الناس لا يفهمون من الكلمات الا ظواهرها دون البحث فيها مما يعطيهم نوعا من الطمأنينة والراحة وربما الإحساس بالسعادة. منذ امد بعيد لم اعد اعطي اهمية لكثير من اللغو الذي لا يزيدني الا تمسكا بقناعاتي و للبقية كل الحرية في ما يعتقدون

Qalam Ahmar a dit…

سلام مرا غبية

في رأيي الإمام ليس الناطق الرسمي باسم السماء أو ما شابه .. هو إنسان له ما له و عليه ما عليه .. كذلك قراءاته و دروسه و خطبه تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ .. فالكمال للله سبحانه عند المسلم و ما أوتي للإنسان من علم فهو نسبي وهو أيضا شيء قليل

يجب التفريق بين الإمام الخطيب و دوره .. و إمام المسجد و دوره .. و الشيخ المعلم و دوره .. و كذلك الإمام الفقيه و دوره .. هذا غير ذاك سواء من ناحية المؤهلات العلمية أو الشروط الدينية و حتى الإجتماعية المستوجبة

على أي حال .. من بين الخصال المطلوبة في الإمام الخطيب (متاع نهار الجمعة) هي القدرة على الخطابة في عموم الناس على اختلاف مستواياتهم الثقافية بلغة مبسطة بعيدا عن الدمغجة و المصطلحات العسيرة بعض الشيء .. فتراه يجتهد في قراءاته و ترجمتها مبسطة قدر المستطاع و لكل اجتهاد أجر .. فأجران إن أصاب

الخطيب لا يلقي دروسا لطلاب علم بالمعنى الأكاديمي للكلمة .. بل هي دروس خطابية تثقيفية (لا تعليمية) و تحسيسية و تنويرية في عموم الناس .. دروس تلامس الواقع المعيشي و كذلك أمور عقائدية أو دينية في حياة الناس

خطب الجمعة ليست الخلاصة .. بل البداية أو التقديم لأمور هامة وجب التأمل و التفكر والنقاش فيها بعد إنتهاء الصلاة .. فمن أراد التوسع في الأمر المطروح عليه القراءة .. أو الاستنجاد بالفقهاء إن لزم الأمر إفتاء

الأكيد في رأيي أن الخطاب الديني بحاجة إلى المراجعة و التطوير لا النسف و الإسكات
مسألة مكبرات الصوت في المساجد قد تم درسها و حسب علمي أنه قد تم الإتفاق في تونس على التخفيض في درجات الديسيبال المسموح بها و ضبطها حسب المناطق و عدد المساجد في المحيط السكني مع مراعات الأقليات (الغريبة مثلا) و قد تم الاتفاق في المقابل على رفع الصوت في المساجد الكبرى في المدن أيام الأعياد الدينية (العشر الأواخر مثلا و السنة الهجرية و العيدين) كذلك يسمح للكنائس باستعمال مكبرات الصوت داخل قاعة الصلاة في الكريسماس مثلا

أخيرا .. الأصوات المتعالية من المراقص و الحانات و المقاهي ثم المهرجانات و الحفلات الخاصة منها و العامة هي أكثر بكثير من أصوات المآذن .. و شخصيا أفضل مدنا تونسية "ضاجّة" بالحياة مهما كان مصدر "الضجيج" على مدن "ساكنة" تخالها "مسكونة" لما عمّها من سبات عميق مخجل

شكرا لتقبل تعليقي بصدر رحب .. عفوا على الإطالة .. و شكرا لهذه المساحة للتفكير و الحوار

Anonyme a dit…

تلقاه في نظرك و صغارك ان شاء الله

H.B.J a dit…


نعم بعض الأئمه يجب اعادة تكوينهم لكي يكفوا عن الدعاء على غير المسلمين .

Anonyme a dit…

Hi! Concernant "el 5otba mta3 el jem3a" elle est divisée en deux partie, toutes les deux sont faites avant la prière. lol.
Moi aussi, dans une période antérieure, je pensais être beaucoup plus intelligent que les personnes croyantes. En faite, j'étais loin de l'être. Je t'invite à lire le coran une fois du début jusqu'à la fin.. une seule fois. Oui, il mérite d'être lu.
Sinon je te souhaite un bon courage dans ta lutte contre l'islam et les musulmans.

IL PADRINO a dit…

المقالات التنويرية لا تجد صدى في التن البلوغ اعتقد ان الجميع غير مستعد بعد لمناقشة المواضيع العقائدية فاكثر ما ستحصل عليه اتهام بالكفر والزندقة وكفى...
لوجلت في كل في كل مقالات البلوقسفير فسترى ان التفاعل معدوم بين المدونين وبين المدونين والقراء اظن انه يجب اعادة التن بلوغ للحياة بصعقة كهربائية

ART.ticuler a dit…

ما هذا الرد؟


Anonyme a dit…

تلقاه في نظرك و صغارك ان شاء الله
décembre 18, 2009 11:27 PM

طريقة حضارية في الحوار .
-قمة في الاقناع .
-عركة في حمام

Anonyme a dit…

Tu déposes une plainte contre cette mosquée qui t'envahit jusqu'à chez toi sinon tu déménages !!! c'est pas plus compliqué!!!

Roronoa Zoro a dit…

3andik il 7a9 fili 9oltou sma3tha ena el5otba hedhi fi eradio w 93at behit fil 3bed ech t5arref !!!
visiter mon blog svp et laisser des commentaires
http://beye3haeblifta.blogspot.com/

Unknown a dit…

Tu as oublier de nous parler de la finish de la preche??? Souhaiter la longue vie et la protection divine a sa majeste le mauve!!! Le remercier devant dieu, pour ces realisations, et ces bienfaits pour les tunes.

En fait, de quel dieu parlait cette Imam?

Alé Abdalla a dit…

Ce qui dérange ce n'est pas tant le propos de l'imam qui est un lavage de cerveau, que la pollution sonore qui émane des haut-parleurs.

Qalam Ahmar a dit…

en ce qui concerne la sonorisation ou la "polution sonore" .. les gouv TUN ont longtemps été critiqué de l'interieur comme de l'extrieur à cause des décisions qu'ils ont pris à propos des haut parleurs des mosquées.
sortez .. voyagez .. allez voir chez nos voisins arabo-musulmans et comparez.

Unknown a dit…

La diffusion des preches avec des hauts parleurs n'a aucun sens, c'est une pollution sonore. La preche du vendredi ne peut interesser que ceux qui assistent a la priere dans les mosquees, surtout que les mosquees sont gratuites pour tout le monde. Meme chose pour l'appel a la priere du 5h du matin

:))