mardi 1 septembre 2009

"برّ حلّ الكتاب على روحك"


المعذرة، فعبارة "برّ حلّ الكتاب على روحك / أو على حالك وأحوالك", هي عبارة محملة بالسخرية وهي تشيرة خاصة الى حالة "اللاتوازن "لدى الطرف المقابل والتي تستوجب استشارة "سيدي المدّب" لكي يحل الكتاب من أجل أن يحدد له مشكلته ويقدم له النصائح كي يساعده على حلها.

الا أن ما نستعمله من عبارات في حياتنا اليومية يكرس فينا وفي اللاوعي لدينا ممارسات وعقائد هي تثبت للسخرية من عقولنا.

كنت في الثالثة عشر من العمر لما سرق لوالدتي سوار ذهبي ( شنشانة أو فردة ذهب) وهي واحدة من خمسة " شناشن" , واحتارت أمي وغضبت وبكت لانه لو كان "سارق" هو من دخل الى منزلنا لكان أخذ "الخمسة شناشن" بل ما حصل هو انه أخذ واحدة وترك الاربعة وهذا ما جعل الجميع يستنتج وأن "السارق" ليس بمحترف أو ربما يكون صغير السن وما هو "مؤكد" أنه من الاشخاص الذين يترددون على منزلنا، وبالتالي فالفرضية الوحيدة التي أعتبرت بالوجيهة هو أنه من أبناء الجيران. فأمي عندما تذهب للدكان لا تغلق المنزل.

وبعد أخذ ورد وخاصة بعد حوار دار بين والدايا وجدي وجدتي لابي عزمت أمي على الذهاب لاستشارة "المدب" فهو الوحيد القادر على حل هذا اللغز حسب كلام جدتي. وكنت جد متحمسة لمعرفة كيف سيحل هذا اللغز لذلك ألحيت على مرافقة أمي وهي لم تمانع.

دخلت ووالدتي على المؤدب "سي عبد المجيد"، سلمنا عليه وجلسنا أمامه وبدأت أمي تحكي "مشكلتها" وأنا أتأمل المؤدب وكأن أمامي "شارلوك هولمز أو كولمبو" وكلي استغراب وانتباه لتسجيل كل حركة يقوم بها من أجل حل سر سرقة هو أبعد الناس على وقائعها.

وكانت أمي بصدد سرد روايتها وإذا به يرفع يده أمام وجهه فاتحا كفه في صمت ورهبة وكأنه يقول لها : يكفيني ما سمعته، لست في حاجة إلي معرفة المزيد من التفاصيل، كفاكي ثرثرة ودعيني أقوم بعملي.

وإذا بأمي تصمت في خشوع وامتثال وكأنها أمام "من هو بالغيب عليم" وهذا بالفعل ما قاله لها سي "عبد المجيد"، قال التالي : "الله وحده يعلم الغيب وما يخفى في الصدور".

وأخذ مصحفا كبيرا لم أرى مثله من قبل ووضعه على ركبتيه وبسمل عديد المرات ثم وضع إصبعه وكأنه بصدد التثبت من صفحة معينة في المصحف وفتحه بالصدفة في صفحة من صفحاته وبدأ يقرأ. ماذا يقرأ؟ علمت فيما بعد من جدي وأبي أنه يقرأ السطر الأخير للصفحة التي على يمينه.

وبعد ذلك توقف هنيهة وكأنه يجمع أفكاره أو بصدد ترجمة ما قراه وفقا لشفرة لا يفقهها إلا هو، وبعدها سيقدم لنا ترجمة تحتوي على المعلومات التي جئنا من أجلها، فهو سيؤول ما قرأه في سطر من "الكتاب المقدس" ليقول لنا كيف تمت عملية السرقة ومن الفاعل.

فقال لوالدتي : السارق طفل ما بين العاشرة والثالثة عشر، وهو يسكن "الحيط في الحيط " أي في منزل مجاور لمنزلنا ... ونطقت أمي لتسأل عما حل ب "الشنشانة "، فنظر إليها نظرة كلها لوم وعتاب وكأنه يقول لها :

" تمهلي، وتحلي بالصبر، فأنا سأجيب عن كل أسئلتك من دون أن تطرحيها عليا ." وأغلق الكتاب ليفتحه في صفحة أخرى وبدأ في التمتمة التي تحولت إلى ترتيل وكأنه في حالة عليا من التركيز أو انقل من الخشوع والتي لربما من خلالها، هذا على الأقل ما تصورته حينها في ذلك الموقف، وأنه يقرأ ويعيد ترتيب الحروف والكلمات والأصوات والمعاني ... ليضفر بالأجوبة على تساؤلات والدتي المسكينة. وقال بنبرة الواثق من معلوماته التي لا يقطعها الشك، قال :" الفردة متاعك تعجنت وسوف ترينها في يد أم الطفل الي سرقهالك وذلك في – فرح –أو في – عزاء – أو في الحمام- وذلك في ظرف يومين أو أسبوعين أو شهرين لا أكثر. "

عندها توضح كل شيء وسلمت أمي أمرها إلى الله وبان على وجهها علامات الحزن فنظر إليها قائلا : يا أختي الي خذالك خبالك، وهي نهار آخر هاك الفردة باش تلبسها وتتشوى بها لأنها باش تولي نار حامية كيف الحديد الأحمر الي تراه عند الحداد."

فتحت أمي محفظة نقودها وقدمت له بكل سرية ورقة نقدية وضعتها في وسط الكتاب "الكتاب المقدس".

وحاولت اثر تلك الحادثة أن أعرف المزيد عن هذه "المعرفة" وهذا " العلم " كي أجعل منه مهنة المستقبل، فقال لي جدي حينها وهو يضحك وأنه اختصاص ومعرفة ليست في متناول كل الرجال وهي مستحيلة على النساء. فوحده المؤدب العالم بعلوم الدين القادر على التكشف على مثل هذه المعرفة. فكلام الله يحتوي كل المعرفة وكل المعلومات عن الماضي والحاضر والمستقبل أي الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله ولكننا نحن المسلمون بما أننا نملك القرآن الذي هو كلام الله فنحن نملك كل المعرفة وكل المعلومات ولكن المؤدب وعلماء الدين فقط وحدهم القادرين على تفسير وفهم معانيه ومقاصد.

وسألت جدي : لماذا هو يفتح الكتاب في صفحة بالصدفة ؟

فأجابني بالتالي : بما أن المؤدب عالم بكلام الخالق فهو مقرب إليه وبالتالي عندما يضع المؤدب يده على الكتاب وبإذن الله وأمره ستهتدي يده لتقع على الصفحة التي تحتوي بالضبط على الإجابة عن السؤال المطروح أو المشكل المراد حلها .

*فهل يستوي معنى المقدس ومعنى الوجود؟

* وهل لمثل هذه التصورات من تفسير غير الجهل والجبن الفكري؟

3 commentaires:

maxulaprates a dit…

سرد وليس "ص"رد

الحلاج الكافي a dit…

يعطيه الصحة لقاها ماكسيلابرات صار هي بالسين موش بالصاد ؟؟؟

mahéva a dit…

يعطيك الصحة. لو كان جاوا النساء الكل غبيات كيف هكة رانا كنا في أحسن حال