dimanche 19 avril 2009

“متربيين بعصاة الذلّ”

لان تاريخنا ليس من صنعنا متربيين بعصاة الذلّ

من المتعارف عن الشعب التونسي أنه " شعب مسالم، شعب متسامح، شعب متفتح على الآخر." إلا أن الروابط القومية لهذا الشعب لا تزال إلى اليوم روابط ضعيفة وهشة، مما يترك المجال لتواصل و لنمو تصورات وانتماءات خاطئة حول هويته وتاريخه وأحكامه وإنتاج روابط من نوع آخر هي في المحصلة عوامل تفكيك وإضعاف وعائق يحول بينه وبين الرقي الفكري والاجتماعي والمؤسسي والسياسي والقانوني... عائق يجعل من الدولة والمواطنة والقانون ومبادئ التعايش ووو، كلها تعد في المرتبة الثانية بعد ما يفرض علينا من واقع مرّ ومذل، واقع على الإنسان فيه أن يهرّج أو أن يخرس لينعم بحق الحياة والتواجد ضمن البشر.

ولتوصيف واقع حالنا هناك عبارة متداولة لدى الشعب التونسي منذ عقود وهي القائلة بأننا شعب "متربيين بعصاة الذل" . هذه العبارة يتعايش معها الواقع الشعبي ويدير لها الواقع الرسمي ظهره مما يزيد في تعميق الهوة بين المواطن والمواطنة و بين المواطن والسلطة ( ليس بالضرورة السلطة السياسية فحسب) و بين المواطن و مسالك الرقي و التحضر.

كما إن ما يدرس في كتب التاريخ في هذا البلد هو تاريخ المتفرج على ما يحدث في عقر داره دون أن تكون له أية سلطة للإشراف أو للإدارة أو للتشريع أو للتسيير ... ولا حتى للثورة من أجل تغيير الواقع ورفع الظلم والقهر لأنه وببساطة حتى الثورات كانت تحركها قوى ومصالح أجنبية هي دائما في علاقة مباشرة بالقوى المسيطرة على هذا البلد. فكان الواقع الرسمي والمعترف به هو الواقع الذي يفرضه المحتل وفقا لمصالحه.

واليوم، وبعد 53 سنة من الاستقلال، أتساءل عن سبب ودواعي استمرار هذا التوصيف، و لماذا يرى التونسي وأننا كشعب لا نسيّر إلا بالقوة ؟ ولماذا نرى في المنصب والوظيفة الرسمية مبرر طبيعي لسلطان القوة والاغتنام بنهم ؟ وأخيرا لماذا يحبذ المواطن منطق اللامبالاة والسخرية والهزل (هزل اليائس البائس المعدم) على منطق الجدية والعمل على صنع الغد ومباشرة أموره وشؤونه بنفسه، لا انتظار ما سيؤول إليه غده طبقا لإرادة ومصالح القوى الإقليمية؟

ربما يكون للأحداث التاريخية نصيب الأسد في هذا الجدار النفسي العازل بين العامة والسلطة : أين تعتبر العامة وأن السلطة هي ليست من مشمولاتها ولا من قدراتها لان من يملكها هم "الغزاة أي حضارة قادمة من وراء البحار تتمتع بالقوة والثروة والسلطة والجاه والمعرفة ". وهنا أتساءل: هل لمن تمكنوا من إدارة هذا البلد بعد الاستقلال عملوا على أن يستعيد هذا الشعب ثقته بنفسه أم عملوا على تدعيم صورة "الرعية" الغبية المد جنة و تلميع صورة "القائد" الشخص المنقذ من "الغزاة" ؟

إن حالة ألا أمان هذه والمستمر مدة 30 قرنا يبدو وأنها لا تزال مستمرة ونحن في غفلة "الدولة الوطنية الحديثة المستقلة المنيعة الديمقراطية التعددية ...."

إهداء:

إلى السيدة عائدة ألهاني أقول: أنت لا تزالين معنا وروحك لا تزال تنير عقولنا ودراستك " أضواء على أصول الشعب التونسي العرقية وظروف استعرابه" هي من بواعث الأمل فينا بغد أحلى، فشكرا يا عائدة.

15 commentaires:

abou9othoum a dit…

مساء الخيرات جارتي المحترمة
53
سنة في عمر الدّول شي هيّن جدّا
الدولة التي عمرها ثلاث و خمسون سنة لا زالت دولة رضيعة
و لكن رغم ذلك فقد حققت تونس من التنوير و التفتح و النهضة ما نهنأكم عليه.
إن التفريط في كتابة التاريخ وعدم الاهتمام به أكبر معضلة نعيشها في دول شمال إفريقيا.و كأن المنطقة لم تنجب مؤرخين منذ ابن خلدون
فمن يرد قراءة تاريخ برباريا وجب عليه استقراء تاريخ الرومان و الوندال و القرطاجيين و العرب.
على الساحة المغربية تواجدت في بداية الثمانينيات بعض المحاولات الجادّة لاستخلاص التاريخ الخاص ببرباريا أو تامازيغا يعني شمال افريقيا لكن ما لبث النظام أن احتوى الحركة و دجّنها و أخرس الأقلام فأجهضت الحركة التي أصبح روّادها من كبار رجال الأعمال
أبو قثم

Zorbouzara a dit…

أغلبية الشعب التونسي شعب كسول، شعب خنوع، شعب منغلق، شعب جاهل و رغم ذلك فهو شعب جد حالم . . . . فلنحلم إلى الصباح.
ليس لضعف وهشاشة الروابط القومية أي دخل في حالنا، والدليل الأمثلة الضد العديدة و المتعددة لشعوب ليست لها أي روابط لا قومية ولا فكرية و مع ذلك فقد تحررت و استنارت.

DIDON a dit…

@ Zorbouzara
une définition très originale donnée par Ernest RENAN et qui éclaire la notion de nation :

«L'homme n'est esclave ni de sa race, ni de sa langue, ni de sa religion, ni du cours des fleuves, ni de la direction des chaînes de montagnes. Une grande agrégation d'hommes, saine d'esprit et chaude de cœur, crée une conscience morale qui s'appelle une nation. Tant que cette conscience morale prouve sa force par les sacrifices qu'exige l'abdication de l'individu au profit d'une communauté, elle est légitime, elle a le droit d'exister.»

alors, ce qui nous manque c'est cette conscience morale.
mais tout d'abord il faut vraiment accepter de se regarder dans une glace et non pas de se regarder à travers la volonté du ou des plus forts ou ceux qu'on croit "fort"
on a besoin de beaucoup de courage pour sortir du gouffre!

DIDON a dit…

جاري أبو قتم
تعايش البربر مع القرطاجنيين لمدة 1000 سنة حتى أصبحو من سكان هذا البلد ثم جاء الروم وحكموا البلاد مدة 500سنة ثم الوندال ثم العرب كلهم كانوا غزاة همهم الوحيد نهب خيرات البلاد بالطبع اعتمادا على الغزو الثقافي
الا أن ما خرب البلاد أحد من الغزات مثل ما فعله الهلاليون وهو ما سماه المؤرخون ب "الفاجعة الهلالية" لقد أرعبو الجميع (افارقة وبربر بدوا وحضر ) كما لنهم اضافو للعصبية القبلية العصبية الدينية الطائفية والتي لا نزال نعاني منها الى اليوم

Anonyme a dit…

عزيزتي مرا غبية

صلعم رأى أن الانسان لا شئ يختار ، سوا كانت عقيدة أم غير ايمان ، سوا في التجارة أم في أسلوب الحياة . كل شئ يقرره الله . وباذنه . الا أن الانسان يعاقب من طرف هذا لما هو يكون عليه وماذا هو يعمل
أعتقد أن هذا ( الامعقول ) لا يمكن أن يخلق روابط قومية متينة... ووو. انبسطت بعودتك أتمنى أنك أكثر ذكاء
تحياتي
خلدونة

Pure a dit…

الشعب التونسي محترم ومهذب
الكثير من زملائنا من تونس
يتمتعون بذكاء واعتزاز غير عادي بالنفس

عيبهم
أنهم عندما يخالطون المسلمين
يصبحون متشددين مثلهم

Unknown a dit…

بربي يا خلدونة شنوة مدخل صلعم و إلي حكيتو الكل في الموضوع متاع تاريخ التوانسة و الوطنية التونسية؟

و إلا تلوج في الشبوك حتى إنت؟

Si dieu le veut

الناس الكل تقولها يا خلدونة موش كان صلعم

ياخي صلعم موش أسّس دولة من شتات متاع قبائل عرب مشرّدة في الصحراء عمرهم ما أسّسو دولة، ياخي شوية عليك؟

ياخي شبيهم القبائل البربرية عمرهم ما أسّسو دولة في شمال إفريقيا؟

مانيش تقصد إلّي يلزمنا دولة إسلامية يا خلدونة حبّيت نوضح و برّة

يمشيشي في بالك إلي أنا خوانجي زادة كيما ماشي في بال مرا غبية

abou9othoum a dit…

مساء الخيرات جارتي

نعم محترمتي
أسّ البلاء هو الهلاليون و بنو سليم و بنو عقيل الذين هجّرهم العباسيون بعد نكبة القرامطة و سلّطهم الفاطميون تخلّصا منهم على العبيديين بالمهدية ، فخرّبوا برقة و المهدية و القيروان و كل بلاد أفريقيا.و لمّا صادف تواجدهم يا سيدتي المدّ الموحّدي على يد عبد المومن الكومي فإن الأخير ليتخلص منهم اقتطع لهم أرض تامسنا الخالية على عروشها.
و أرض تامسنا هي مملكة بورغواطة الأمازيغية التي أبادها عن آخرها المرايطون و بقيت أرضهم خلاء إلى أن اقتطعها المأسوف له لبني سليم و بني هلال الذين لا زالوا متربصين بها
و أرض تامسنا هذه يمكن تسميتها بالمثلث الخصيب في أرض المغرب .إنها عبارة هضاب غنية(فيها يوجد الفوسفاط) و وهاد و سهول و سواحل مترامية تحدّها شمالا مناطق دكالة و الغرب و شرقا جبال الأطلس المتوسط و غربا المحيط الأطلسي
إنها القلب النابض للمغرب
القبائل التي تملك هذه الأراضي ليست لها ملكية بل لا زالت مستمرّة في استغلال حقوق التصرّف التي أعطيت لها منذ تلك الحقبة

عزيزتي إن البرابرة هم هؤلاء الهلاليون الذين قال عنهم عبد الرحمان بن خلدون
إذا عرّبت خرّبت و ليس الأمازيغ. فلو كان للأمازيغ صوت مسموع لما بقيت تسمية البربر هذه تطلق عليهم.
البربر هم من يهدم الحضارة و الأمازيغ كان بناة حضارة
هذا مع العلم أني لست أمازيغيا بتاتا و لا تسري في عروقي الروح القبلية هذه

هذا ما بدأت جماعة المؤرخين التي ذكرت آنفا تضع عليه اليد .و هذا ما دفع النظام الذي يدّعي العروبة و الإسلام في بلاد غريبة عن هذين المفهومين ،إلى التدخل و إجهاض الحركة بكل الطرق و الوسائل.و هذا ما يجعل في بلداننا الثلاث إعادة قراءة التاريخ معلّقة إلى أجل غير مسمى
أبو قثم
سعيد بك أحلى جاره
أبو قثم.

DIDON a dit…

مرحبا بك يا قتم وشكرا للاضافة
انه بالفعل من المتأكد اليوم وقبل الغد اعادة دراسة تاريخنا الذي زوره وزبله و محى الحقائقا عنه فئة "رخيصة" وتافهة وجاهلة لاهم لها سوى التطبيل والتزمير للمحتل الغاصب وذلك من أجل مصالح شخصية ضيقة
ان السيدة عائدة الهاني وبالرغم من المرض تركت لنا دراسة قيمة هذه الدراسة قراتها منذ سنوات وهانا اليوم اعيد قراءتها وهي الوحيدة التي يمكن فيها قراءة تاريخنا على حقيقته
انني اتساءل عن الهدف من الدور الذي لعبه البعض من أجل مسخ هوية البربر والامازيغ والافارقة من الفينيقيون الذين اندمجوا مع البربر واندمجت معهم حضارتهم بحياة البربر ومصيرهم ، وما الهدف من مسخ مجرد التالريخ عن اهله؟؟

Zorbouzara a dit…

@ mra ghabia
Complètement d’accord et avec toi et avec la définition d’ Ernest RENAN ; Pour la glace aussi, pourvu qu’elle ne serve pas de « rétroviseur », le retour à l’histoire ne fait qu’alimenter les querelles et amplifier les divergences ; Notre intelligence n’est-elle pas suffisante pour s’unir à la vrai cause : Tolérance, Humanisme et Pacifisme.

DIDON a dit…

cher ami Zorbouzara entre se regarder dans une glace et regarder dans le rétroviseur il y a une nette différence, pour ce qui est de se regarder dans la glace c'est le façon la plus claire de se voir en réalité et non de se croire dans sa tête autre chose que ce qu'on voit, en d'autre terme : il n'y a pas de plus beau que de voir les événements historiques de l'œil du chercheur et non du rêveur ou mythique illusionniste ... alors que lorsqu'on regarde dans un rétroviseur on avance on ne recule pas au contraire le rétroviseur est un soutien obligatoire pour avancer sans danger
j'ai à l'instant entre les mains le numéro 1822 de l'hebdomadaire " Le Point" de août 2007 dans ce numéro il y a un dossier de 20 pages réservé aux grandes invasions qui du III au V siècle ont submergé l'Empire romain par les peuplades venues des forêts de Germanie ou des steppes d'
eurasie.
alors que dans nos journaux et nos revues des dizaines de pages et quotidiennement réservés au football
ce n'est pas la loi du marché de consommation qui commende ici c'est toute une méthodologie socio- politique qui commande et dirige les consciences

abou9othoum a dit…

احتراماتي

بكل الاقتضاب

الفينيقيون هم بنو كنعان سكان فلسطين و صور من لبنان قديما .
ألهتهم أساطيلهم التجارية عن قيام كيان سياسي كستقل في أرضهم ، فاستغفلهم بنو إسرائيل بقيادة اللص موسى فسرقوا أرضهم و شرّدوا أبناءهم ،فاستطاعت جماعة منهم افلتصاق بأفريقيا و بناء دولتهم التي حرموا منها في أرضهم فكانت الدولة القرطاجية
و لكي يغطوا على كذبهم يقول المؤرخون اليهود و يصفق لهم العرب أن الفينيقيين لم تكن لهم دولة سياسية و لكنهم استطاعوا أن يؤسسوا إمبراطورية تجارية عالمية

أ[و قثم

Anonyme a dit…

سفيان

1- تعاليم الدين تطغى في كامل المجتمع من الصباح لليل ، منجمو نعملو حتى شئ كان باذن الله ، معناتها الواحد يستسلم وما يخممش في غدواه وفي مستقبله

2- اذا أنت متسامح وبراغماتي متصيرش شبوك ، أما اذا أنت يا سفيان تستعصى وتصب في قالب واحد هاك الوقت أنت اللي تشري في الشبوك

3- عبارة انشاء الله مفيهاش محتوى ، تنجم تقول انشاء بودا والا انشاء بوش كيف كيف

4- صلعم جمع القبائل لنشر تعاليمه على خاطرو كان براغماتي ، لكن البراغماتية تخنقت بعد وفاته ، و ولات عندنا ايديولوجية وردية حالمة الى يومنا هذا .

احنا يا سفيان ، نحتاج لتقدم وتنمية واحترام الفرد وتعزيز أفكاره ولحاجته لوجود خالي من القمع والقهر

ممكن أنت موش خوانجي أما يلزمك تفتح الحواس الخمسة متاعك باش تستوعب اللي كتبتهولك توة ، ماهو عندك حواس ، خمسة وخميس عليك وعليهم

خلدونة

Unknown a dit…

:)

ourghemmi a dit…

الأخت العزيزة تحية احترام وتقدير
أنا فخور أن تكون من تونس امرأة بهذه الحرارة في النضال وقول الحقّ والعمل لصالح رقي الأمة التونسية وتقدّمها
شكرا على زيارتك لمدونتنا المتواضعة
تونس أمازيغية
وعلى العموم البذرة نبتت وتعد بالخير لكن الطريق طويلة وما تمّ عبر قرون لا بد من تظافر جهود أجيال لكي يزول بالتدريج
حقيقي أنا أريد التواصل معكِ فمن خلال ما قرأت على عجالة نحن من عائلة فكرية واحدة
شكرا وأهلا بكِ
دكتور ورغمّي